إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
260997 مشاهدة print word pdf
line-top
المعدن الذي يوجد في الدار

...............................................................................


المعدن: هو المنجم الذي قد يوجد في بعض البقاع. فإن كان جامدا، فإنه يتبعها في البيع كجص أو كحل مثلا يعني: يمكن استخراجه، أو حديد يعني: وجد اليوم مثلا أنه يمكن أن يؤخذ منها ترابها، ويصفى ويخرج منه حديد، أو رصاص يمكن أن يذوب، أو معادن ثمينة كذهب أو فضة. فإذا كان جامدا، فإنه يتبعها بالبيع.
وأما إذا كان سائلا، فإنه لا يتبعها بل، وقد لا يملك؛ لقوله في الحديث: المعدن جبار فيكون ملكا لأهل البلدة كلها، أو لأهل القطر كله. يأخذون من هذا المعدن الذائب وينتفعون به.
ثم عرف أن هناك فرق بين المعدن الجامد والمعدن الذائب فالجامد يتبعها، والذائب لا يتبعها، بل يكون عاما للمسلمين، أو حسب المصلحة كالمعادن الموجودة الآن التي هي النفط. هذه لا تتبعها في البيع؛ لأنها تعتبر بصفتها كأنها مائعة سائلة، فهي عامة الملكية، أو إذا رأت الدولة أنها أولى بالعناية بها، فهي ملك لها. نعم.
أيش يكون بعد المعدن،.. هذا في الحاشية عندك، تعليق .. فكل هذا في المعادن الجامدة. بخلاف المعادن المائعة. لو وجد مثلا عين مائعة يستخرج منها مياه تصب ذهبا أو فضة أو نحو ذلك، فإنها لا تدخل في البيع، وتكون عامة لمن أخذ منها. وأما الجامدة، فإنها تدخل في البيع. فلو قدر مثلا أن هذه العين أو هذا المنجم موجود في هذه الأرض، والبائع ما علم به وإنما عثر عليه بعد ذلك، فله الخيار؛ لأنه قد يعتبر مغبونا إذا ظهرت هذه المعادن النفيسة.
..نعم لكن لو قدر مثلا أنه ما أعلمه، فإنه إذا عرف فإنه له الخيار،.. المكتشف والمشتري فلا بد أنها يختص بها سيما إذا تعب في الحفر مثلا حفر حفرا كثيرة وطويلة وتعب في ذلك، فإنه يملكها إذا كانت معادن جامدة .. يرجع فيها إلى العرف .. هذا هو الأصل مثل الرحى ما ينتفع بالحجر الأسفل إلا بالحجر الأعلى. فالعرف أنها تدخل أن الحجرين جميعا يدخلان في البيع، وكذلك العرف أن المفتاح يدخل في البيع .. يدخل فيها أيضا إذا باع الدار دخل فيها الشجر لو قدر فيها نخلات مثلا فإنها تتبعها، وكذلك إذا كان فيها عرش جمع عريش: مظلات تعمل من سعف النخل وتتخذ مقيلا مثلا أو ظلا في وسط النخل أو في وسط الدار. العادة أنه يركز لها خشب، ثم يجعل فوق رءوس الخشب خشبا أيضا معترضة، ثم بعد ذلك يجعل فوقها سعف نخل.وفي هذه الأزمنة قد يجعل قطع أقمشة مثلا كالخيام ونحوها. فهذه كلها العرش تتبعها في البيع؛ حيث إنه مما تقصد. نعم... المسلمون على شروطهم.. الكلام هنا عندما إذا لم يكن هناك شرط فإذا كان هناك شرط فإنه يعمل به سواء من البائع أو من المشتري.

line-bottom